ترك الراحل محمود الجوهري بصمة في حياة كل من خاض معهم تجربته الكروية خاصة مجال التدريب فيحكي رفاق الكفاح الكروي لموقع الكثير من المواقف الانسانية والكروية الطريفة في حياة رجل من أفضل المدربين في العالم من خلال السطور القادمة.
بداية يروي سمير عدلي المدير الإداري للمنتخب المصري والذي رافق محمود الجوهري لأكثر من 30 عاما عندما تولى تدريب الأهلي حيث قال أن الجوهري كان له الكثير من المواقف الانسانية والكروية التي لا تنسى ويقول :"قبل مونديال إيطاليا 1990 قرر الجوهري اصطحابي إلى المحلة الكبرى للتعاقد على 40 طاقم ملابس خاص يحمل علم مصر كي يرتديه اللاعبين حيث كان حريصا ان تظهر مصر في المونديال بشكل لائق خاصة أنه كان يهتم بأدق التفاصيل".
وتابع عدلي أنه كان يحظى بحب الجميع مشيراً الي ان المحاضرة التي ضمت اللاعبين في بدايات خوض المنتخب المصري للتصفيات المرهلة لمونديال لندن كتب الجوهري على لوحة المحاضرات كلمة " الحب" مؤكدا أن الطريق إلى المونديال سيبدأ من هذه الكلمة وبالفعل صعد إلى كأس العالم.
وأكد عدلي أن الجوهري أثناء قرعة المونديال عندما علم باصطدام المنتخب المصري بكل من هولندا وأيرلندا وإنجلترا قال أن المنتخب المصري يواجه سوء حظ عاثر بعد ان وقع في هذه المجموعة الصعبة حيث كان وقتها الفراعنة يقعون في مجموعات صعبة في التصفيات المرهلة لكأس العالم وكأس الامم الأفريقية وكان المونديال استكمالا لسلسلة سوء الحظ المستمرة مع المنتخب.
واكمل عدلي قائلا أن هناك موقف طريف حدث في كأس الامم الأفريقية 1998 ببوركينا فاسو عندما كان يحمل مدلك المنتخب وقتها حسنين حمزة حقيبة فارغة أحضرها معه من مصر فتساءل البعض عن سر احضار حمزة لهذه الحقيبة فكان الجواب من محمود الجوهري بأن هذه الحقيبة معدة خصيصا لحمل كأس الأمم الافريقية بداخلها وقد فاز الفراعنة بالفعل باللقب بعد التغلب على جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين حملا توقيع احمد حسن وطارق مصطفى.
وأوضح عدلي أن آخر مكالمة جمعته بالجوهري كانت قبل ستة اشهر من وفاته وكان دائم السؤال على المنتخب الوطني واحواله ومدى حظوظه في التأهل إلى مونديال 2014 بالبرازيل.
وأشار عدلي أن الجوهري تعرض لظلم كبير داخل اتحاد الكرة عندما تولى منصب المدير الفني للجبلاية مشيرا إلى أنه تحمل الكثير قبل أن يرحل إلى الأردن ويكمل مسيرته التدريبية هناك من خلال عمله كمدير فني للاتحاد الأردني لكرة القدم.
ومن جهته قال فكري صالح مدرب حراس المرمى السابق للمنتخب الوطني انه عمل مع محمود الجوهري لفترة طويلة مشيرا إلى أنه واجه الكثير من المواقف التي تعرض لها الجوهري خلال مسيرته الكروية فأكد أن السيدة سامية زوجة الجوهري لعبت دورا محوريا في حياة هذا الرجل العبقري فتحملت معه الكثير خاصة المرحلة التي تعرض لها الجوهري من هجوم عقب كأس القارات والخروج من تصفيات المونديال.
وأشار صالح الي أن الجوهري كان يعتمد على زوجته في كثير من امور حياته فكان يتصل بها لتسجيل عدد من المباريات الهامة التي كان يرغب في مشاهدتها ولكن الوقت لا يسعفه كي يقوم بتسجيل المباريات فكان يعتمد في هذه الأمور على زوجته التي كانت عونا له في حياته العملية.
وأشار صالح ان زوجة الجوهري كانت تتولي دعوة كل أصدقاء الجوهري والسؤال عليهم فالعمل مع هذا الرجل لم يكن يرتبط بالتدريب فقط بل يمتد إلى العلاقات الاجتماعية العميقة .
وتابع صالح قائلا أنه أنجب ثلاثة أبناء الأول طارق والثانية فريدة والثالث قام بتسميته" محمود الجوهري" حبا في الراحل الكبير الذي أثر في نفوس كل من عملوا معه .
وأوضح صالح أن محمود الجوهري ساهم في الوقوف بجوار الكثير من المصريين المقيمين في الأردن خاصة غير القادرين والذي وقفت امامهم الظروف حيث ذهب أحد المصريين إلى الجنرال الجوهري يطلب منه المساعدة بعد ان قامت السلطات الأردنية بترحيله من الأردن ولا يجد أي أموال كي يدفع ثمن تذكرة الطائرة فقام الجوهري بالتدخل لدى السلطات الأردنية وحل المشكلة وقام بدفع ثمن تذكرة الطائرة لهذا المواطن والغريب أن هذا المصري طلب من الجوهري بعض الأموال كي يشتري هدايا لأبنائه فضحك الجوهري ولبى طلبه .
وكشف صالح عن سر الرجل الذي قام الأمير علي بن الحسين بتعيينه كي يساعد الجوهري ويدعى " أحمد قدشات " حيث جاء به الأمير من الحرس الملكي هناك وكان مختص بتذليل أي عقبات تواجه الجوهري مع السلطات الأردنية فكان ينقل بصفة مستمرة الصورة للأمير علي بن الحسين وحمل هذا الرجل حبا كبيرا للراحل محمود الجوهري فكان منزله لا يخلو من صور للجنرال في كل أرجائه.
ومن جهته قال الدكتور علاء شاكر أخصائي التأهيل البدني أن الجنرال محمود الجوهري وقف بجواره كثيرا عندما كان ضمن الجهاز للمنتخب الوطني حيث أكد أنه لولا محمود الجوهري ما كان بامكانه الذهاب إلى مونديال كأس العالم حيث اشترطت لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم حضور سبعة أعضاء من الجهاز الفني وكان هناك نية لاستبعاده ولكن وقف الجوهري امام هذا القرار وحاول بشتى الطرق أن يستبعد هذا القرار إلى أن سافر مع الفريق إلى إيطاليا في مونديال 1990 .
وكشف شاكر عن موقف طريف تعرض له الجوهري حيث كان المنتخب الوطني يعسكر في ساحل العاج وأثناء اجتماع الجنرا مع أسامة عرابي لتوضيح بعض الامور التدريبية له في حديقة الفندق قام رضا عبد العال بمحاولة مطاردة عدد من البجع الموجود في الحديقة وهو الأمر الذي دفعها للذهاب نحو الجوهري وأسامة عرابي وهي تركض وعندما شاهدا هذا الثنائي البجع وهو يجري نحوهما جريا ولم يجدا إلى حمام السباحة كي يقفزوا نحوه للهروب من بطش البجع في مشهد طريف.
وقال شاكر أن الجوهري أفاده في كثير من النصائح سواء في حياته العملية أو الشخصية وهو الامر الذي دفعه لتقديم المزيد من الجهد وتطوير نفسه في مجال التأهيل البدني.
